قد تندهشون من العنوان، ولكنها الحقيقة. في تجمّعٍ حميم جمع بعض العلماء مع زوجاتهن في مدينة كامبريدج بانجلترا، وبينما كانوا يحتسون الشاي، أصرت سيدة ما أن طعم الشاي عندما يصب الحليب فوقه يختلف عن طعمه إذا ما صببناه فوق الحليب !
اختلفت ردود أفعال الحاضرين بين استنكار ورفض وسخرية، لكن …. هناك من تعامل مع الوضع بشكل علمي أفضى إلى أن يعقد تجربةً حقيقيةً لنثبت بها الفرضيّة المدعوّة.
قام ذلك العالم بإحضار بعض الاكواب التي صُب فيها الشاي أولاً، وأخري صُب فيها الحليب أولاً، دون معرفة السيدة. ثم عرضها عليها لتتذوقها ، لنعرف ما إذا كانت قادرة على التفريق بينهم.
Ronald Fisher ذلك العالم هو رونالد فيشر
The Design of Experiments ولم يكتفِ بذلك فحسب. بل ألف كتاباً بأكمله في أواخر العشرينات بعنوان “تصميم التجارب
تناول الفصل الثاني منه تجربة ذواقة الشاي بأكملها
وبالرغم من أن التجارب العلمية كانت موجودة قبل فيشر بمئات السنين، إلا أن هذا الكتاب كان له دور كبير في الثورة العلمية التي حدثت في مختلف العلوم في النصف الأول من القرن العشرين.
لم يكن العلماء قبل ذلك الوقت ينشرون حيثيات التجربة بدقة ولا كيفية تنفيذها ولا حتى كل النتائج. بل كانوا يلجأون فقط إلى سرد النتيجة بشئ من الاختصار. حتى أن بعض العلماء قاموا بإعادة بعض التجارب التي أجريت قديماً ليجدوا أن النتائج التي سبق رصدها كانت مبالغة وغير حقيقية.
سلّط الكتاب الضوء على أهمية سرد تفاصيل التجربة، وكذلك النتائج. كما تحدّث عن تصميم التجربة واستخدام نموذج رياضي لجمع البيانات وحساب النتائج. كما تحدث في كتابه عن دراسة العوامل الخارجية التي تؤثر على نتائج التجربة.
ماذا عن ذواقة الشاي؟؟☕
لم يرِد بالكتاب نتيجة التجربة التي أقامها فيشر. لكن هناك أخبار مؤكدة عن أن السيدة استطاعت تمييز الأكواب كلها بدقة. 😉